أغنية “بوم بوم تل أبيب” تثير عاصفة من الجدل في أوروبا وأميركا وسط تصاعد الحرب بين إيران وإسرائيل

هلا نيوز أونلاين
أشعلت أغنية جديدة بعنوان “بوم بوم تل أبيب” مواقع التواصل الاجتماعي في أوروبا والولايات المتحدة، بعد أن تزامن انتشارها مع تصاعد المواجهات العسكرية بين إيران وإسرائيل. ورافقت الأغنية مشاهد لصواريخ إيرانية تنهمر على مدن إسرائيلية، ما أثار موجة من التفاعل الحاد بين مؤيدين ومعارضين.
الأغنية، التي نشرها الجندي الأميركي السابق والناشط لوكاس غيج عبر حسابه على منصة “إكس”، حصدت أكثر من 3.5 مليون مشاهدة خلال ساعات، واعتُبرت من قبل البعض صرخة فنية احتجاجية على ما يوصف بأنه ظلم متراكم بحق الفلسطينيين، فيما رآها آخرون تحريضًا وتعميمًا خطيرًا قد يندرج ضمن معاداة السامية.
كلمات نارية ورسائل سياسية
افتتحت الأغنية بإيقاع صاخب وعبارات متكررة مثل:
“بوم بوم بوم، بوم بوم تل أبيب، هذا ما ستحصلون عليه، جزاء أعمالكم الشريرة”.
ثم تابعت بكلمات تعكس الغضب الشعبي من السياسات الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين:
“كنتم تسخرون من الأطفال القتلى، لكنكم الآن تُضربون، الآن تشعرون بالرعب مثل الفلسطينيين”.
لكن أكثر المقاطع إثارة للجدل كان ختام الأغنية، حيث يقول المغني:
“لكن البشرية لم تتوقع أبداً حسن سلوككم أيها اليهود”،
وهو ما أثار موجة انتقادات واتهامات بمعاداة السامية، حيث دعا كثيرون إلى استخدام مصطلح “الصهاينة” بدلاً من “اليهود” لتجنب التعميم الديني.
تفاعل متضارب
حصدت الأغنية دعمًا واسعًا من مؤيدين للقضية الفلسطينية، رأى بعضهم أنها تُعبر عن “العدالة الشعرية” في ظل استمرار التصعيد، فيما وصفها آخرون بأنها “مرآة فنية لوجع الشعوب المقهورة”.
في المقابل، وُجهت انتقادات حادة إلى العمل، حيث وصفه البعض بأنه “خطاب كراهية مغلف بالموسيقى”، فيما أعرب آخرون عن مخاوفهم من أن تتحول هذه النماذج الفنية إلى أدوات تعبئة شعبية تتجاوز حدود الاحتجاج المشروع.
تزامن دموي مع تصعيد عسكري
تزامن انتشار الأغنية مع تصعيد دامٍ في الشرق الأوسط. فقد أطلقت إيران موجة من الصواريخ على تل أبيب ومناطق أخرى، بينما صعّدت إسرائيل هجماتها على قطاع غزة، مستهدفة مناطق سكنية ومراكز إيواء مدنيين.
ووثّقت مصادر طبية ومقاطع فيديو مقتل ما لا يقل عن 70 مدنيًا في غزة خلال يوم واحد، في مجزرة قرب دوار درابيه في حي النصر، بينهم أطفال ونساء، ما وصفته منظمات دولية بأنه “إبادة جماعية وسط حصار مستمر منذ أكثر من 21 شهرًا”.
الأغنية كرمز احتجاجي رقمي
تحوّلت “بوم بوم تل أبيب” إلى رمز احتجاجي فني رقمي، يعكس انتقال الصراع من ميادين الحرب إلى فضاء الإنترنت والثقافة الشعبية. وباتت الأغنية تعبيرًا عن الغضب في زمن تتداخل فيه القنابل الميدانية مع القنابل الثقافية، وسط حالة من الغليان الإقليمي المتصاعد.