مقالات و آراء

د. مفضي المومني يكتب: خواطر الإحباط والخذلان في زمن العربدة العالمية

هلا نيوز اونلاين

موجة الإحباط تجتاحني.. كما تجتاحكم

منذ ما يقرب الشهر… وفي ظل ما يدور حولنا… فقدت نفسي ما يحرضها على الكتابة… واجتاحني كما يجتاحكم موجة من الاحباط… بين مشاهد الموت المحكم… والعربدة الصهيو استعمارية… والخذلان العربي والاسلامي… والنفاق العالمي… ومشروع استعماري غاشم يستمر في فرض هيمنته على أمتنا… وأصوات محلية تضرب بكل الاتجاهات… وتحلل وتدلل… وكأننا اصحاب قرار… والحقيقة أننا في أوج الضعف والخذلان… حد الخيانة لدى البعض… والمواطن الاردني هرب من واقعه إلى السطوح… وكأن تراشق الصواريخ والمسيرات العابرة والغابرة العاب نارية في حفلة عرس..! وهذا بعض من خواطر وشذرات تسجل المشهد داخلياً وخارجياً دون فلسفات تحليلية توقعنا في فخ (اللهم اضرب الظالمين بالظالمين… أو الإصطفاف غير المحسوب..) ونبقى على حب هذا الوطن… رغم كل الظروف…!.

داخلياً… وعود لا تُنجز وواقع مؤلم

  • استبشرنا خيراً بالوزارة الجديدة… وصولاتها وجولاتها… ولكن لم يشعر المواطن أن شيئًا ما تغير… الواسطات والمحسوبيات والضرائب والفواتير وضيق ذات اليد والقروض.. والتنفيذ .. تدق الباب وتهزه أكثر من هواء ليلة شتاء قارص…، همس في أذني أحدهم أن أحد وزراء الأحزاب ينقل قرايبه للضمان.. ويعين منهم في إدارات الشركات… فأين تصريحاتك يا دولة الرئيس… بالشفافية والعدالة والمؤسسية ومحاربة الفساد..! ونسمع قصص فساد كثيرة من هنا وهناك تعيدنا إلى مربع تحويل الوطن لمزرعة… والتحديث بواد… وسلوك بعض الوزراء والمسؤولين في واد..! فهل تعلم دولتك..!؟

  • التحديث والتحول الرقمي يشق طريقه ولكن على التوازي مع بيروقراطية مقيتة وروتين وكأنك يا أبو زيد ما غزيت..!

  • شركات الاتصالات تستخدم عقد الإذعان الموقع من المشتركين وترفع الاشتراكات والبطاقات دون علمهم… وتحجب الخدمة لأنهم لم يعلموا بالغيب الآتي من لدن الشركات… ولم يشحنوا بالزيادة المفروضة… وهيئة الاتصالات آخر من يعلم..!

  • التعليم والتعليم العالي مكانك سر… لا توجد جهود وخطط وطنية معلنة… وتبقى الفزعات والإنجازات البهلوانية وردات الفعل ذات النهج الذي يمعن في تأخرنا..!

  • يبقى المواطن على أمل أن تفرحه الحكومة العتيدة بخبر واحد… يخرجنا للسطوح مثلما أخرجتنا الصواريخ..!

خارجياً… شماتة في العدو وتيه في الموقف

  • قالها أحدهم… الدول المتقدمة تخترع ودورنا أن نحلل ونحرم… والآن تدور رحى حرب الشرق ومسمار جحا الغربي ورأس حربته… الذي يعربد علينا وعلى العالم… وفرحنا لكل صاروخ يصلهم ويوقع بهم ما أوقعوه ويوقعوه بنا منذ النكسة.. ليس حبًا بدولة الفقيه… ولكن شماتةً بالعدو.. ودورنا لا يعدو (دور الأطفال في لم الفشك أيام الطخ في الأعراس)… مع أن ذات العدو يعلنها وبوقاحة من خلال مجرميه… أننا على الدور… ولم تنهض أمتنا العربية والإسلامية لمواجهة مشروع صهيواستعماري… يستبيحنا… عاجلاً أو آجلاً… ولم نفهم معادلة القوة والردع بما استطعتم… التي فهمتها إيران وباكستان وعملت لها.. لحماية بلدانها… وتحفظاتنا على ما يدور أن إيران تحمل مشروعاً لا يقل شراسة عن العدو ضد عالمنا العربي والإسلامي… وأمعنت في تصدير ثورتها بشتى الطرق الخبيثة… ولكن يبقى عدو عدوك صديقك الذي لن يصدقك..!

  • الثالوث الاستعماري الصهيو أمريكي الأوروبي… جسم واحد وشريك في كل ما يقوض أمتنا… ويعطل نهضتها… ومعهم وكلاء إما بالخوف أو الخيانة التي أصبحت وجهة نظر… والأيام القادمة حبلى… سيكون فيها منتصر وخاسر… أو تتأجل المعركة… والخاسر الوحيد أمتنا العربية… التي تجلس على أطلال الخراب والموت الذي حل بغزة وفلسطين… حتى أن الإدانة والاستنكار شُطبت من قواميسها… واستبدلتها بسكوت العار… وبعض من الخيانة نعلمها ولا نعلمها… ولكن يدركها كل لبيب.

واقع بائس… مشهد عالمي مقزز

نمارس حالياً لعبة تتبع الأخبار… من الجزيرة إلى العربية… وننتقد هنا وهناك… وتبلدت المشاعر… فأصبح الموت دون كسرة الخبز وكيس الطحين.. خبر عادي… وأكثر ردات الفعل الانتقال لمحطة أخرى… وأخذ خلاصة أعداد الشهداء والمصابين… وصل الإحباط فينا حده… ولا فعل إلا الدعوات لرب العالمين القادر على كل شيء… لكن (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ).
مشهد العالم حالياً مقزز ومخيف… ومحبط… عالم لا تحكمه قوانين ولا قيم… ولا إنسانية… بلطجة عالمية.. والكل ينتظر ماذا سيقول طرامب… سيد العالم البائس…

ويبقى الأمل بالله… أن نعود لذاتنا… ونعمل لمواجهة مشاريع مخيفة تستبيحنا… وتتعامل معنا كرعاع… ومصالح… وندفن رؤوسنا بالرمال…! بانتظار تحسين شروط الذبح…!
ما لهذا خلقنا يا رعاكم الله…
حمى الله أمتنا… حمى الله الأردن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى