حادثة مأساوية في لحج: وفاة أربعة شبّان اختناقًا داخل سيارة بسبب غاز أول أكسيد الكربون

هلا نيوز أونلاين
في حادثة مأساوية هزّت محافظة لحج جنوب اليمن، توفي أربعة شبان في مقتبل العمر مساء الأربعاء الماضي، بعد تعرضهم لاختناق حاد داخل سيارة مغلقة، بسبب تسرب غاز أول أكسيد الكربون، في واقعة أثارت تساؤلات وقلقاً واسعاً في أوساط السكان المحليين.
غموض أولي وتحقيقات تكشف السبب
وتم العثور على جثث الشبان الأربعة داخل سيارة متوقفة على جانب الطريق العام، دون وجود مؤشرات واضحة على العنف أو تدخل جنائي، ما دفع السلطات إلى فتح تحقيق شامل في ملابسات الوفاة.
وبعد نقل الجثث إلى المركز الوطني للطب الشرعي في عدن، أكد تقرير رسمي مساء الخميس أن الوفاة ناتجة عن الاختناق بأول أكسيد الكربون، نتيجة تسرب الغاز المستخدم في تشغيل السيارة، وهو ما أدى إلى نقص حاد في الأوكسجين داخل المركبة المغلقة.
تحذيرات رسمية من مخاطر الغاز في المركبات
وأوضح التقرير أن الضحايا فقدوا الوعي داخل السيارة المغلقة، ما أدى إلى وفاتهم دون وجود أي علامات تسمم أو عنف جسدي، وقد تم التنسيق مع إدارة الطب الشرعي والبحث الجنائي بلحج، حيث رُفعت النتائج إلى النيابة لاستكمال التحقيق.
ودعت السلطات المواطنين إلى الالتزام بإجراءات السلامة عند تعديل أنظمة تشغيل المركبات من البنزين إلى الغاز، مشيرة إلى أن الاستخدام غير الآمن للغاز داخل السيارات قد يحوّل المركبة إلى قنبلة موقوتة.
ظاهرة متنامية وخطر متكرر
في ظل أزمة ارتفاع أسعار الوقود في اليمن، يتجه كثير من السائقين إلى تحويل سياراتهم للعمل بالغاز، ما أدى إلى تكرار حوادث مماثلة، خصوصًا في فصل الصيف ومع انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، ما يدفع البعض لاستخدام السيارة كمأوى مكيّف.
وسجلت العاصمة المؤقتة عدن حادثة مشابهة في وقت سابق، حين عُثر على رجل وزوجته متوفيين داخل سيارتهما بعد نومهما فيها لساعات طويلة أثناء تشغيل المكيّف، نتيجة تسرب الغاز.
توصيات الخبراء لتفادي الحوادث
يحذر الخبراء من تشغيل المكيف داخل السيارات المتوقفة لفترات طويلة مع إحكام إغلاق النوافذ، مشددين على ضرورة:
-
ترك جزء من النوافذ مفتوحاً لتجديد الهواء.
-
فحص أنظمة الغاز بانتظام من قِبل فنيين مختصين.
-
تجنب النوم داخل السيارة أثناء تشغيل المكيف.
إن هذا الحادث المؤلم يسلّط الضوء على الحاجة الملحّة للتوعية المجتمعية بمخاطر غاز أول أكسيد الكربون، خاصة في ظل لجوء العديد من المواطنين لحلول بديلة للطاقة قد تكون غير آمنة في غياب الرقابة والفحص الفني المناسب.