الاردن

المقـدّر العربي… من الأردن إلى قلب التحول الإقليمي

هلا نيوز أونلاين

نحن، كمقدّرين عقاريين، لا نقف على هامش الحركة الاقتصادية، بل نحن في صلبها؛ لسنا مجرد أدوات لحساب القيمة، بل حماة الثقة، وبوصلات الاستثمار، وشركاء في صناعة المستقبل العقاري. وفي زمن التحولات الكبرى التي تعصف بالمنطقة، يصبح لوجودنا صوت ودور لا يُمكن تجاهله.

المقـدّر: حلقة وصل بين الثقة والقرار

اليوم، تتسارع خطوات إعادة إعمار سوريا، وتتزايد المؤشرات التي تؤكد أن المنطقة مقبلة على مرحلة عمرانية واستثمارية غير مسبوقة. وهنا، يبرز المقـدّر العقاري كعنصر محوري في تأمين بيئة استثمارية نزيهة وشفافة، قادرة على جذب رؤوس الأموال وتحفيز التنمية.

فالدقة في التقييم، والمهنية العالية، هي من تبني جسور الثقة بين الأطراف، وتمنح المستثمرين خارطة طريق واضحة وسط تعقيدات السوق وتقلباته.

ضرورة التجمّع المهني: من التشتت إلى التأثير

لا يمكن للمهنة أن تنهض وهي مفككة. هناك حاجة ملحة لتأسيس تجمّع وطني مهني موحّد، قادر على:

  • تقديم خدمات تقييم عالية الجودة على المستوى الإقليمي.

  • توحيد المعايير والممارسات المهنية وفق أنظمة عالمية مثل IVS وRICS.

  • بناء قواعد بيانات عقارية ذكية تساعد في صنع القرار.

  • تدريب كوادر احترافية تواكب المشاريع الكبرى في إعادة الإعمار وتوسيع البنى التحتية.

فالعقار ليس حجراً فقط، بل هو اقتصاد، والسيطرة على مسار التقييم تعني المشاركة الفعلية في صياغة التنمية.

من الظل إلى الضوء: آن أوان الاعتراف الحقيقي

لم تعد مهنة التقييم العقاري ترفاً أو تفصيلاً ثانوياً. إنها الآن في قلب الاقتصاد. وفي الأردن، حيث تتوافر البيئة القانونية، والمهنية، والأمنية المناسبة، يمكن أن يكون المقـدّر الأردني مرجعية عربية في هذا المجال، بشرط أن نخرج من العزلة المهنية، ونتحوّل إلى كيان موحّد الصوت والرؤية.

دعوة إلى كل مقدّر عربي

هذه المقالة ليست مجرد رأي، بل دعوة مفتوحة للعمل الجماعي:

  • لتأسيس كيان مهني جامع للمقدّرين العقاريين في الأردن والعالم العربي.

  • لعقد ملتقى وطني دوري تحت مظلة مهنية موحّدة، يربط بين الخبرة، والمعرفة، وصياغة المستقبل.

  • لإطلاق مشروع جاهزية عقارية يتماشى مع فرص إعادة الإعمار القادمة في سوريا وليبيا والعراق.

لنُسمع صوتنا… ولنصنع مكانتنا

المرحلة القادمة ليست مجرد امتحان اقتصادي، بل فرصة تاريخية يجب أن نغتنمها كمهنة، كأفراد، وكجسم مهني فاعل. لنكن في موقع المبادرة لا رد الفعل، شركاء لا متفرجين، ولنظهر أن المقـدّر العربي هو شريك حقيقي في بناء الأسواق، لا تابع لها.

من الأردن… نبدأ، وبالثقة ننطلق نحو دور إقليمي عربي يستحقه كل مقدّر محترف في هذا الوطن الكبير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى