دمية “لابوبو”… من لعبة ترفيهية إلى ظاهرة نفسية واجتماعية تثير الجدل

هلا نيوز أونلاين
اجتاحت دمية “لابوبو” العالم بسرعة خاطفة، متحوّلة من سلعة ترفيهية إلى رمز ثقافي مثير للجدل، تداخلت فيه مشاعر الطفولة، والحاجة النفسية، وتقاليد الاستهلاك العصري. وفيما وجدها البعض وسيلة للهروب من الواقع، حذّر متخصصون من إدمان سلوكي قد يترتب على اقتنائها.
ورغم أن دمى لابوبو ظهرت منذ نحو تسع سنوات، إلا أن الشهرة الحقيقية انطلقت بعد أن شاركت نجمة الكيبوب “ليسا” من فرقة Blackpink صورًا لها مع هذه الألعاب، ما حفّز المتابعين حول العالم على اقتنائها بجنون.
لكن حماسة الجمهور تحوّلت عند البعض إلى هوس شرائي وإدمان نفسي، وهو ما دفع منظمة TOUCH للخدمات الاجتماعية إلى التحذير من تطبيع ألعاب الحظ لدى الأطفال والمراهقين، لكونها قد تؤدي إلى الإنفاق المفرط، والسلوكيات القهرية، بل حتى القلق والاكتئاب.
الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أكد في تصريحات صحفية أن المشاهير هم المحرك الرئيسي لانتشار ترند لابوبو، لافتاً إلى أن التأثير تجاوز الجمهور الغربي ليصل إلى الشرق الأوسط، حيث يرى البعض فيها وسيلة للهرب إلى عالم خيالي يعيدهم إلى الطفولة.
صحيفة “El País” الإسبانية فسّرت الشعبية الجارفة للدمية بكونها تمزج بين الشكل الغريب والجاذبية السحرية، مما يخلق رابطة عاطفية قوية بين المالك والدمية. ويعزّز ذلك نظام الصناديق الغامضة (blind box)، الذي يحفّز روح المفاجأة والتميز، ويجعل البعض يشترون الدمية مرارًا بحثًا عن الإصدار النادر.
وفي سنغافورة، أثار بيع “لابوبو” بصناديق مغلقة جدلًا قانونيًا، إذ اعتبرها البعض شكلاً من أشكال المقامرة بحسب قانون مكافحة القمار Gambling Control Act، بينما أطلقت تحذيرات مشابهة من جهات صحية حول تأثيرها على الأطفال والمراهقين.
مجلة “Vogue Business” من جانبها رأت في الدمية رمزًا نفسيًا للراحة، حيث يلجأ كثيرون إلى اقتنائها في ظل عالم بالغ التعقيد، بحثاً عن حنين الطفولة.
وفي تحليلٍ آخر، أشار الدكتور فرويز إلى أن دمية لابوبو تستقطب أيضًا الشخصيات التي تعشق الظهور والتميز الاجتماعي، موضحًا أن بعضهم يدفع مبالغ ضخمة فقط من أجل التفاخر أو الشعور بالانتماء إلى موجة رائجة.
وقد أيدت تقارير عالمية هذا التحليل، مشيرة إلى أن الدمية باتت تعكس هوية وثقافة رقمية، وتشكّل أداة تواصل وانتماء داخل مجتمعات افتراضية على منصات التواصل.
وبينما تُعدّ لابوبو تجربة ممتعة للبعض، إلا أن الخبراء ينبهون إلى مخاطرها النفسية المحتملة، خاصة عند استخدامها كبديل عن الاحتواء العاطفي أو الهروب من الضغوط، محذرين من تحولها إلى إدمان سلوكي يعمق العزلة ويزيد الهشاشة النفسية.