البنك الدولي يخفض توقعاته للنمو العالمي في 2025 إلى 2.3% ويحذر من “عقبات تجارية”
هلا نيوز أونلاين
خفض البنك الدولي يوم الثلاثاء توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي لعام 2025 إلى 2.3%، أي أقل بـ 0.4 نقطة مئوية عن توقعاته السابقة، محذرًا من أن ارتفاع الرسوم الجمركية وتصاعد حالة الضبابية يشكلان “عقبة كبيرة” أمام نمو معظم اقتصادات العالم.
خفض شامل للتوقعات
جاء في تقرير البنك نصف السنوي “آفاق الاقتصاد العالمي” أن التوقعات تم تخفيضها لما يقارب 70% من اقتصادات العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة، والصين، وأوروبا، إضافة إلى ست مناطق من الأسواق الناشئة، في ظل تباطؤ متوقع للنمو نتيجة للسياسات التجارية المتغيرة، خصوصاً بعد عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
رسوم جمركية عند أعلى مستوى منذ قرن
وسلط التقرير الضوء على التأثيرات الحادة لسياسات ترامب التجارية، حيث رفع معدل الرسوم الجمركية الأميركية من أقل من 3% إلى نحو 16%، وهو أعلى مستوى منذ قرن. هذا التصعيد أثار ردود فعل انتقامية من الصين وعدد من الشركاء التجاريين.
وأشار البنك إلى أن تلك الإجراءات قلصت التوقعات، على الرغم من تأكيدات المسؤولين الأميركيين بأن السياسات التجارية ستؤدي إلى زيادة في الاستثمار، رغم أن الكثير من التخفيضات الضريبية الموعودة لم تُقر بعد.
أضعف نمو خارج فترات الركود منذ 2008
وأكد البنك أن النمو المتوقع للعام الحالي سيكون الأضعف خارج فترات الركود منذ الأزمة المالية في 2008، مشيراً إلى أن متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول عام 2027 قد يبلغ 2.5% فقط، وهي أبطأ وتيرة نمو في أي عقد منذ الستينيات.
تباطؤ في التجارة والتضخم مستمر
توقع التقرير أن تتباطأ التجارة العالمية إلى 1.8% في عام 2025، مقارنة بـ 3.4% في 2024، وهو انخفاض حاد عن متوسط 5.9% الذي سُجل في العقد الأول من القرن الحالي.
أما على صعيد التضخم العالمي، فيتوقع البنك أن يبلغ 2.9% في 2025، وهو ما يظل أعلى من المستويات التي كانت سائدة قبل جائحة كوفيد-19.
تصعيد محتمل ومخاطر مستقبلية
وأوضح البنك في تقريره أن زيادة إضافية بنسبة 10% في الرسوم الجمركية الأميركية، مصحوبة بإجراءات مضادة من دول أخرى، قد تخفض النمو العالمي المتوقع في 2025 بنحو 0.5 نقطة مئوية أخرى. وأشار إلى أن مثل هذا التصعيد قد يؤدي إلى شلل في التجارة العالمية وانهيار في الثقة واضطرابات في الأسواق المالية.
لا ركود عالمي لكن الخطر قائم
على الرغم من الصورة القاتمة، أكد البنك الدولي أن احتمال حدوث ركود عالمي ما يزال أقل من 10%، إلا أن المخاطر تميل بوضوح إلى الاتجاه السلبي في ظل حالة عدم اليقين العالمية وتصاعد التوترات التجارية.
