هلا نيوز أونلاين
لا يمكن الحديث عن تنمية السياحة وتطويرها دون التطرق إلى الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في دعم هذا القطاع الحيوي. فالثقافة والسياحة، باعتبارهما وجهين لعملة واحدة، تحتاجان إلى رافعة إعلامية قوية تساهم في الترويج للمقومات الحضارية، والتعريف بالمواقع السياحية، ونقل صورة إيجابية عن البلاد على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية.
يُعتبر الإعلام نافذة الشعوب إلى العالم، ومن خلاله تُبنى الصور الذهنية وتُرسم الانطباعات الأولى. لذلك، فإن تسويق المنتج السياحي لا يقتصر على الخدمات والبنى التحتية فقط، بل يتطلب أيضًا خطابًا إعلاميًا احترافيًا يُبرز ما تملكه الدول من موارد طبيعية، وتاريخ حضاري، ومواقع أثرية، ومهرجانات ثقافية، وعادات وتقاليد تمثل هوية المجتمع وتُغري السائح باكتشافها.
الإعلام السياحي ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار أو عرض الصور الجميلة، بل هو أداة استراتيجية لبناء الثقة وجذب الاهتمام، وإقناع الجمهور المستهدف. فالمادة الإعلامية المدروسة التي تُنشر في الصحف، وتُبث على القنوات التلفزيونية، أو تُنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تستطيع أن تُحفّز الرغبة لدى السائح المحتمل وتدفعه لاتخاذ قرار السفر.
على الصعيد الوطني، يُسهم الإعلام في تنمية الوعي السياحي لدى المواطنين وتعزيز حس الانتماء إلى التراث والثقافة. أما إقليميًا ودوليًا، فيجب أن يكون هناك إعلام موجه بلغة يفهمها الآخرون، يُبرز عناصر الجذب ويخاطب اهتمامات الأسواق المستهدفة، سواء كانت سياحة ترفيهية، أو ثقافية، أو بيئية، أو دينية.
رغم التقدم التقني وتوفر وسائل الإعلام الحديثة، لا تزال بعض الدول تُعاني من غياب الرؤية الإعلامية الواضحة لتسويق منتجها السياحي. من هنا، تبرز الحاجة إلى الاستثمار في إعداد كوادر إعلامية متخصصة في الشأن السياحي، وتعزيز الشراكة بين الجهات الحكومية ووسائل الإعلام، وتبني استراتيجيات إعلامية متكاملة تُراعي خصوصية كل وجهة سياحية وتخاطب الجمهور المستهدف بطريقة ذكية وفعالة.
لا يمكن أن تنمو السياحة بمعزل عن الإعلام، فهما شريكان في التنمية المستدامة، ونجاح أحدهما يُعزز الآخر. إن بناء صورة إيجابية للوطن والانفتاح على العالم يتطلب إعلامًا نشيطًا، مبدعًا، وموجهًا، يحمل رسائل يومية تُسلط الضوء على جماليات الثقافة وأصالة التراث وروعة الطبيعة. فالإعلام، في نهاية المطاف، هو صوت السياحة، ولسان الثقافة، ووسيلة لا غنى عنها للتأثير والإقناع.
