العالم

مأساة إنسانية في لالة ميمونة.. أم تناشد الملك لعلاج ابنها المُكبل منذ 22 عاماً

هلا نيوز أونلاين

في قرية لالة ميمونة التابعة لإقليم القنيطرة شمالي العاصمة المغربية الرباط، تختبئ مأساة إنسانية صادمة بين جدران منزل متواضع، تعيشها أم مكلومة مع ابنها، الذي أُصيب بمرض نفسي غامض قبل 22 عامًا، ولم يبرح قيده منذ ذلك الحين.

“كأن به مسّ من الجنون”

في تصريحات مؤثرة لوسائل إعلام محلية، روت الأم تفاصيل التحول المأساوي في حياة ابنها، الذي بدأ حين كان يبلغ من العمر 14 عامًا، مشيرة إلى أنه فقد القدرة على التواصل والكلام، وأخذ يمشي على يديه وقدميه ويضحك من دون سبب.

قالت الأم، وهي تبكي بحرقة:

“لا يستطيع التحكم في نفسه، يقضي حاجته في ملابسه، والرائحة التي تنبعث من البيت نفّرت الناس، حتى ابنتاي لم يتقدّم أحد لخطبتهما بسبب ما نعيشه”.

قيد من حديد… لحماية مؤلمة

ومع غياب التشخيص الطبي الدقيق، اضطرت الأسرة لتقييد الابن بسلاسل حديدية داخل المنزل، تخوفًا من أن يؤذي نفسه أو من حوله. ورغم الألم، بررت الأم قرارها قائلة:

“أنا أم، ويؤلمني رؤيته هكذا، لكن لا أستطيع تركه حرًا… يفعل أشياء غريبة طوال اليوم”.

“الفقير لا يُعالج في هذا البلد”

يعمل والد الشاب بإصرار يومي رغم الفقر المدقع، لكن العائلة تعجز عن تحمّل تكاليف العلاج النفسي. وقالت الأم إن زياراتها إلى الأطباء كانت محبطة، بسبب طلب مبالغ طائلة تفوق قدرتهم، وأردفت:

“زارنا أطباء، ولم نجد حلاً. حتى الأضرحة زرناها، لكن دون جدوى”.

مناشدة إلى الملك

في ختام حديثها، وجهت الأم نداءً مؤثرًا إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس والمسؤولين، طالبة التدخل لعلاج ابنها على نفقة الدولة، قائلة:

“لقد بلغ السادسة والثلاثين وما زلنا نتعذب معه. نريد فقط أن نعرف طبيعة مرضه ونجد له علاجًا”.

تفاعل واسع وغضب على مواقع التواصل

القصة أثارت موجة من التعاطف والغضب عبر منصات التواصل الاجتماعي. وانقسمت التعليقات بين مشاعر الحزن العميق واتهامات بالتقصير الحكومي، حيث رأى الكثيرون أن هذه الحالة تجسد الفجوة الكبيرة في الخدمات الصحية والاجتماعية.

ودعا عدد من الناشطين إلى تحرك عاجل من وزارة الصحة والمؤسسات المعنية، مطالبين بإيفاد لجنة طبية مختصة لتشخيص الحالة وتقديم الدعم اللازم للأسرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى