مكاتب وهمية في الصين… ملاذ للهروب من البطالة أو خداع اجتماعي؟

هلا نيوز أونلاين
انتشرت في الصين مؤخرًا ظاهرة غريبة أثارت جدلًا واسعًا، حيث بدأ عدد من الشباب العاطلين عن العمل بدفع المال مقابل “الذهاب إلى عمل وهمي”، في مكاتب مصطنعة لا علاقة لها بأي نشاط اقتصادي حقيقي، بل تُستخدم كمظهر اجتماعي للتهرب من الإحراج الناتج عن البطالة.
وفي تقرير إعلامي، ظهرت حالة الشابة الصينية “زونغهوا”، وهي في العشرينيات من عمرها، والتي تدفع نحو 400 يوان شهريًا (ما يعادل 55 دولارًا أميركيًا) مقابل الجلوس في مكتب هادئ يحاكي بيئة العمل. وبهذه الطريقة تتجنب الأسئلة المحرجة من العائلة أو الأصدقاء بشأن عملها، رغم أنها في الواقع عاطلة عن العمل.
ولا تقتصر هذه الظاهرة على “زونغهوا” فقط، بل انضم إليها العديد من الشباب في الصين، لا سيما في ظل نسبة البطالة المرتفعة بين الشباب غير الطلاب، والتي بلغت 16.5% بحسب الإحصاءات الرسمية الصادرة في مارس 2025.
هذه “الشركات الوهمية” تقدم حزمًا متنوعة من الخدمات، من بينها توفير مقاعد مكتبية مزودة بالإنترنت المجاني، القهوة، ومسؤولين وهميين يقدمون مهامًا رمزية للمشتركين لتكتمل الصورة. وتتراوح الأسعار ما بين 30 إلى 50 يوانًا في اليوم (أي 4 إلى 7 دولارات)، مع عروض شهرية أكثر توفيرًا.
وقد أثارت هذه الظاهرة نقاشات حادة على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما على منصة “شياوهونغشو” الصينية، حيث يرى البعض أنها وسيلة نفسية فعالة لتخفيف الضغط عن العاطلين عن العمل، بينما يراها آخرون هروبًا من الواقع وتشجيعًا على العيش في الوهم بدلاً من مواجهة التحديات الاقتصادية والمهنية.
من الناحية القانونية، تعمل هذه المكاتب في منطقة رمادية، إذ أن معظمها غير مسجّل رسميًا، ويتم التنسيق بشأن خدماتها عبر تطبيقات المراسلة مثل “وي تشات”، مما يزيد من تعقيد مراقبتها أو تقنينها.
وتختلف دوافع اللجوء إلى هذه المكاتب، فمنهم من يسعى إلى استراحة نفسية للتفكير في خطواته القادمة، وآخرون يرغبون في بناء شبكة علاقات اجتماعية جديدة، بل إن البعض يرى فيها فرصة لاستكشاف أفكار مشاريع مستقبلية.