الاردن

خطبة الجمعة ليوم 30-05-2025م (فضل العشر من ذي الحجة ويوم عرفة)

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة ليوم 30-05-2025م
(فضل العشر من ذي الحجة ويوم عرفة)
الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً حقٍّ تنجينا من عذابٍ أليم، عليها نحيا وعليها نموت، وبها نلقى الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيّه من خلقه وخليله، أدى الأمانة، وبلغ الرسالة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، وجاهد في الله حق جهاده، وترك أمته على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
اللهم صلّ على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

الخطبة الأولى
عباد الله:
نستقبل وإياكم أيامًا عظيمة، هي من أحبّ الأيام إلى الله، إنها العشر الأوائل من ذي الحجة، تلك الأيام التي قال عنها النبي ﷺ:

“أفضل أيام الدنيا أيام العشر”
رواه البزار وصححه الألباني.

وقد أقسم الله بها في كتابه الكريم، فقال:

﴿وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ [الفجر:1-2] قال ابن كثير: المراد بها عشر ذي الحجة، وهذا دليل على عظم شأنها وفضلها.

ففي هذه الأيام تجتمع أمهات العبادات: الصلاة، الصيام، الصدقة، الذكر، الحج، وكل عمل صالح.
قال رسول الله ﷺ:

“ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام”
قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال:
“ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء”
رواه البخاري.

فأين نحن من هذه الأيام؟ أين نحن من تلاوة القرآن؟ من الصيام؟ من الصدقات؟ من بر الوالدين وصلة الأرحام؟ من الاستغفار والتهليل والتكبير؟

قال رسول الله ﷺ:
“ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد”
رواه أحمد.

الخطبة الثانية
عباد الله:
من أعظم أيام هذه العشر المباركة يوم عرفة، ذلك اليوم الذي قال فيه النبي ﷺ:

“صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفّر السنة التي قبله والسنة التي بعده”
رواه مسلم.

إنه يوم المغفرة والعتق من النيران، يوم يباهي الله بأهل الموقف ملائكته. قال النبي ﷺ:

“ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة”
رواه مسلم.

فمن لم يكن من الحجاج، فليغتنم صيامه، وليكثر من الدعاء والذكر والاستغفار، فإنه يوم الدعاء المستجاب، وكن كما قال النبي ﷺ:

“خير الدعاء دعاء يوم عرفة”
رواه الترمذي.

أيها المسلمون:
اغتنموا هذه المواسم، وتعرضوا لنفحات الله، وعودوا إلى ربكم، واملؤوا صحائفكم بصالح الأعمال. اجتهدوا في الطاعات، واجعلوا هذه الأيام انطلاقة جديدة في طريق الهداية والثبات على دين الله.

اللهم اجعلنا من المقبولين، واكتب لنا في هذه الأيام من الخيرات أوفرها، ومن الطاعات أكملها، ومن الرحمة أعظمها.
اللهم تقبل منا صالح الأعمال، واجعلنا من عتقائك من النار، وبلغنا يوم النحر ونحن في أحسن حال، آمين يا رب العالمين.

وصلِّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى