مقالات و آراء

احلام قاتلة ووعود مزيفة للشباب الاردني

مقالا واراء هلا نيوز اونلاين – الدكتور احمد الهباهبه

حلم الشاب الاردني وطموحاته وبناء احلامه ومستقبله يكمن في وجود عمل خارج الاردن ( حسب اقوال الشباب الاردني ) ولكن للاسف هذه الطموحات لم تتحقق ولو بنسبة ضئيلة ، لوجود العديد من العوائق التي تواجه ابنائنا الشباب وتعرضهم للنصب والاحتيال والتغرير بهم تحت مسميات الثراء السريع .

وليكتشف بالنهاية انه كان ضحية اتجار بالبشر وكلفه الاف الدنانير ، مثله مثل غيره من الشباب الذي يحلم بالمستقبل .

الحلم المزيف… وعود قاتلة تغري الشباب الأردني نحو المجهول

في الوقت الذي يزداد فيه طموح الشباب الأردني نحو مستقبل أفضل، تبرز على السطح ظاهرة خطيرة تهدد حياتهم ومستقبلهم، تتمثل في الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة وكندا، عبر شبكات تهريب تحتال على أحلامهم وتغريهم بأوهام الثراء الفاحش والوظائف الخيالية.

تروّج هذه الشبكات لوعود كاذبة، تصور أمريكا وكندا كأرض الفرص السهلة والرواتب المرتفعة، دون التطرق إلى حجم المخاطر التي تنتظر هؤلاء الشباب على طول الطريق، بدءاً من تعريض حياتهم للخطر أثناء العبور، ووصولاً إلى الملاحقة القانونية والترحيل في حال القبض عليهم.

وحسب بيانات إدارة الجمارك وحماية الحدود الأميركية (CBP)، فقد كانت أعداد الأردنيين الذين يعبرون الحدود الأميركية بشكل غير قانوني لا تتجاوز العشرات سنوياً خلال الفترة من 2000 وحتى 2023. لكن المشهد تغيّر بشكل مقلق مع بداية عام 2024.

ففي الفترة من يناير 2024 وحتى منتصف يناير 2025، بلغ عدد الأردنيين الذين حاولوا الدخول إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني 4810 أشخاص، منهم أكثر من 4440 شخصاً في عام 2024 فقط، ما يعكس ارتفاعاً غير مسبوق في عدد الضحايا المحتملين لهذه الشبكات الإجرامية.

وإذا افترضنا أن كل شخص دفع مبلغاً متوسطاً قدره 10 آلاف دولار لشبكات التهريب، فإن مجموع ما تم دفعه خلال هذه الفترة يتجاوز 48 مليون دولار، ذهبت إلى عصابات تستغل حاجة الناس وتضحي بأرواحهم مقابل المال.

وقد تمكنت الأجهزة الأمنية الأردنية مؤخراً من ضبط عدد من المتورطين في هذه العمليات، بعد أن قامت بجهود مكثفة لملاحقة ومتابعة هذه الشبكات التي تهدد حياة شباب الوطن وتستغل طموحاتهم المشروعة بطرق غير مشروعة.

رسالة تحذيرية

من هنا، فإن على الشباب الأردني وذويهم أن يعوا خطورة الانجرار وراء هذه الأحلام المزيفة، وأن يدركوا أن الطريق إلى مستقبل مشرق لا يمر عبر المغامرات غير القانونية، بل عبر التعليم، التدريب، والعمل الشريف داخل الوطن أو من خلال قنوات الهجرة القانونية المعروفة.

فلنتحد جميعاً في وجه الوهم، ونحمي شبابنا من الوقوع في فخاخ المهربين، حفاظاً على أرواحهم ومستقبلهم، ومستقبل الوطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى